الحرب الكلامية بين بوش ومبارك تنذر بأزمة دبلوماسية بين البلدين

الحرب الكلامية بين بوش ومبارك تنذر بأزمة دبلوماسية بين البلدين

أكد عدد من الخبراء السياسيين أن هناك أزمة دبلوماسية قادمة بين كلا من مصر والولايات المتحدة على خلفية الشقاق الذي دار بين كلا من الرئيس محمد حسني مبارك والرئيس جورج بوش خلال الزيارة الأخيرة لبوش لمصر ، والتي تناولت عدد من القضايا الهامة على الساحتين العربية والمصرية ، وشهد النقاش بين الرئيسين خلافا حادا في وجهات النظر ، مما أدى إلى انتشار شائعات تقول أن الرئيس مبارك انسحب من كلمة بوش في منتدى دافوس الاقتصادي .

يقول الكاتب الصحفي عبد العاطي محمد رئيس تحرير مجلة " الأهرام العربي " " أن وجود الرئيس مبارك أثناء كلمة بوش في منتدى دافوس الاقتصادي ليست جبرية ، فكل رئيس يقول كلمته وله الخيار بعد ذلك في البقاء أو الاستمرارا ، كما أنه لا توجد مقاعد محددة للرؤساء ".

وأكد الصحفي الكبير " أن هناك بالفعل نقاط خلاف بين الرئيسين ، بسبب رفض الرئيس مبارك انحياز بوش الصارخ لإسرائيل ، وهو الأمر الذي أدى إلى مشادات كلامية بينهما ، لأن موقف مصر في هذا الشأن ثابت ولا يتغير ، وكان لابد من أن تضغط مصر على كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل تحريك عملية السلام المتجمدة ".

أما الكاتب الصحفي مصطفى بكري فقال " أن الرئيس مبارك أكبر من أن يتخذ موقف عشوائي بالانسحاب من خطاب بوش في المنتدى الاقتصادي ، ولكن كان لقاء بوش ومبارك الأخير فيه الكثير من الشد والجذب ، بسبب عدم تننفيذ الولايات المتحدة الوعود التي قطعتها على نفسها ، وأهمها قيام الدولة الفلسطينية في القريب العاجل وهو أمر لم يحدث حت الآن ، فقد جاء خطاب بوش في الكينست الإسرائيلي مخيبا للآمال وعلى عكس الوعود الأمريكية تماما ".

وأضاف بكري " أن هناك قضية أخرى كانت مثار جدل بين الرئيسين مبارك وبوش هي قضية الديمقراطية في مصر ، فبوش هاجم مسيرة الاصلاح الديمقراطي في مصر ، وطالب بالافراج عن بعض المعتقلين السياسيين أهمهم أيمن نور ، وقد أبدى الرئيس مبارك استيائه التام من تدخل بوش في الشأن الداخلي المصري ، واعتبره تجاوزا فاق الحدود ".

وأضاف " أن اللغة التي تحدث بها بوش أمام الكينست الإسرائيلي وأمام الرئيس مبارك إضافة تصريحات كونداليزا رايس المستفزة ، كلها عوامل أدت إلى أن تضيق مصر ذرعا بهذه التجاوزات ، فضلا عن استمرار حصار غزة ، الأمر الذي يؤثر سلبا على أمن الحدود المصرية ".

واستنكر بكري موقف بوش المتعجرف تجاه منطقة الشرق الأوسط قائلا " أن بوش يتحدث بمنطق المرشد والاصلاحي الكبير ، وهو هنا يتقمص دورا ليس له على الاطلاق ، فهو يتحدى الرأي العام المصري والعربي بخطابه المستفز في الكينست حينما أعلن أن الديمقراطية الإسرائيلية قادمة خلال الستون عاما القادمين ليكون عمر الدولة الإسرائيلية 120 عاما ، وهو منتهى الاستفزاز من رجل أرعن وغبي ، فهو رئيس يتخذ قرارات عشوائية غير مدروسة ، وكان لابد أن يخجل من نفسه قبل أن يدلي بهذه التصريحات المستفزة ، فيده مازالت ملوثة بدماء الفلسطينيين والعراقيين ".

وقال بكري " أن استمرار واشنطن في هذه السياسة تنذر بحرب دبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة عن قريب ".

يذكر أن جمال مبارك نجل الرئيس والأمين العام للسياسات في الحزب الوطني قد هاجم الولايات المتحدة هجوما شديدا من خلال حديث له على قناة " العربية " الفضائية ، حيث أبدى استيائه من زيارة الرئيس بوش لإسرائيل ، وقال أنه لم يأت إلى المنطقة بأي جديد .

المصدر: موجة

تسلام الايادى

فى خلال شهر هتكون مصر محتلة